أخبار عاجلة

أما لهذا الليل من آخر ..!

‏  4 دقائق للقراءة        678    كلمة

 

أما لهذا الليل من آخر ..!

 

بقلم / أحمد سالم شماخ

في رسالة رفعها أحد البيوت التجارية العريقة إلى الغرفة التجارية بالحديدة يشكو بمرارة من اعتداء جماعة من (إياهم) على أرض مملوكة للبيت التجاري من عشرات السـنين بوثائق رسمية ثابتة شـرعية متكاملة ولكنها لم تحمهم من الاعتداء.
وتوضيح الشكوى أن البيت التجاري – وكما هو مفروض – لجأ إلى الجهات الأمنية وإلى قيادة المحافظة وإلى الجهات القضائية، ولكنها جميعها وقفت عاجزة؛ لأن المعتدين كانوا من المدججين بالسلاح المتنوع (ماعدا القنابل الذرية) ويرتدون ثياباً عسكرية (لا ندرى حقيقية أم مزيفة).
المهم يا سادتي طفح الكيل، فمئات بل آلاف الشكاوى من هذا القبيل ومن هذا الرهط الخبيث تعج بها ساحة تهامة بالطول والعرض وليس لها من آخر.. بل إننا نشك أن بعض أفراد يعملون في الجهات الرسمية هي من يسهل لهؤلاء الاعتداء ويرسم لهم خرائط الاعتداءات لأغراض رخيصة ومقابل حفنة من الريالات يزدادون بها خسـة فوق خستهم.. لا حول ولا قوة إلا بالله.
طبعاً قيادة الغرفة التجارية لا تملك حيال ذلك أي حول ولا قوة، وهي معذورة إذا كانت الجهات الرسمية ذاتها عاجزة. وكـما تظهر الرسالة من شـكواهم للمحافظ والأجهزة الأمنية أنه ينطبق عليها المثـل القائل:”بردان فوق متدفئ”؛ أي أن هذه الجهات المسؤولة – وبكل أسـف – عاجزة عن اتخاذ أي موقف حازم والمحافظة برمتها في مهب الريح العاصف القادم من أعالي الجبال.
ولعل شكواهم هي بعض من آلاف الشكاوى، بعضها بلغت سمعنا والبعض أصحابها عاجزون حتى عن الشكوى؛ لضيق حالهم، وكلنا جميعاً وصلتنا مثل هذه الرصاصات الغادرة والاعتداءات الحقيرة الآثمة.
محافظة الحديدة وتهامة صامتة وصامدة والكل يعيث فيها فساداً ولا من يقول ولو (يا لوماه)… ذئاب من كل حدب وصوب مندفعة تنهش في لحم تهامة وكأنها فريسة ضالة ما لها صاحب، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
لعل الحل والمخرج هو في تشكيل حكومة تهامية بعسكرها ووزرائها وكل مقومات الدولة وأهمها “وزارة مالية” تحفظ عائدات هذه المحافظة المعطاءة داخل أرضها وتستغلها لما فيه صالح أهل المحافظة وسكانها وما يوفر لهم الحماية والكرامة وصد المعتدي عنها.
قد يقول البعض: إنها من دعوات الانفصال…لا وألف لا، إنها من دعوات الإصلاح ورفعة الشأن وحفظ الحقوق، ويبقى الأخ أخاً والصديق صديقاً والجار جاراً طالما هم محافظون لحقوق الأخوة والصداقة والجوار، فإلم يحفظوها فلا كانت أخوة ولا صداقة ولا جواراً.
وما قامت الدول – متفرقة أو موحدة – إلا لحفظ حقوق وكرامة كل مواطنيها؛ فإن عجزت عن أداء هذا الدور المفروض عليها شرعاً وذمة فلا طاعة لها ولا حاجة للانتماء إليها، الناس تئن، والأحوال تتدهور، والحقوق تنهب، والكل يتفرج.
لا والله ما جاء بذلك محمد بن عبدالله (صلوات الله عليه وسلامه) ولا جاءت الشرائع السماوية والقوانين الوضعية لتكريس المذلة والإهانة، كفاية.. كفاية.
فإن تحركت الجهات المعنية بمصداقية ودون مجاملة لابن العم وابن القرية واتخذت سبيل الحق والهدى نهجاً لها فبها ونعمت… وإن عجزت فلتدع الناس يتدبرون أمورهم.. وإن امرأة دخلت النار؛ لأنها حبست هرة فلا هي أطعمتها وأمنتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض..(هذا ما جاء في أحاديث رسول الهدى).
وحال تهامة كحال الهرة المذكورة؛ فلا توفرت لها الحماية والكرامة والأمان ولا سلمت ثرواتها ولا ترك لها شأنها تتدبر أمورها… ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إلى متى يستمر هذا الحال؟ يا رافع السماء ويا باسط الأرض ويا منصب الجبال،هذا لا يرضيك فأرشدنا اللهم إلى سبيل الخروج.
وطالما اليمن على عتبة حوار شامل يضع النقاط فوق الحروف ويعطي كل ذي حق حقه بإذن الله فإننا نناشـد الخيرين والغيورين من أهل تهامة أن يكون جبهة” أو “مجلساً وطنياً” يمثلهم في هذه الحوارات وينزع حقوقهم، ما لم فإن تهامة ستظل كاليتيم على مائدة اللئيم، وما حك جلدك مثل ظفرك، نســأل الله لليمن الخير والعدل والكرامة لأبنائها جميعاً والمواطنة المتساوية، وأن يضرب بشـهاب من نار على رؤوس المعتدين.

عن gamdan

شاهد أيضاً

د داغس :  نهر من العطاء ، ورجل لا يعرف المستحيل ..

‏‏  4 دقائق للقراءة        623    كلمة الحديدة نيوز / كتب / علي وليد غالب هناك أشخاص …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *