رياض الجهوري .. أوفى ما وعد

رياض الجهوري .. أوفى ما وعد

بقلم : سنقاب باسنقاب

في أزمنة الفوضى .. وفي توقيتات العبث المطلقة .. تكون الأفعال الناجحة محاطة بهالة من العتمة .. وفي هكذا أزمنة قليل الذين يقبلون المهمات الصعبة .. وقليل الذين ينجحون .. وقليل جداً هم أمثال رياض الجهوري الذي قبل التحدي يوم تم تعيينه مديراً لمديرية القطن، في الزمن الذي لا يقبل به غير الجديرين بالتحدي ..

التحدي أن تقبل بمهمة تغيب فيها الأدوات وتشح فيها الإمكانيات وتتوارى فيها كثير من الواجبات لتأدية تلك المهمة، كل شيء هو الضد في مهمة رياض الجهوري وبرغم ذلك كان عند ما وعد تماماً فلم ينتهز موقعه الوظيفي لتعيين قريب أو صديق، فمقياس التوظيف هو ما يمتلكه المتقدم من شهادات وخبرات وهي حالة غير مألوفة في بلد عرف بالفساد والمحسوبية وانتهاز الفرص المواتية للانقضاض على الحق العام ..

أن واحد من أهم الأعمال التي تؤسس في مجتمع ضاعت فيه القيم والمبادىء هي تلك الأعمال التي بدأت بتسديد رواتب ومستحقات عمال النظافة بعد أن قام ببيع سيارته الخاصة لأجل سد حاجاتهم وحاجات أسرهم، كانت هذه لبنة من لبنات تؤسس لإنصاف الرجل ودعمه والوقوف معه، ولم يتوقف عند هذا فلقد كان لافتاً ما تقدم به رياض الجهوري ناحية المتقاعدين عندما قام بتكريمهم في لمسة وفاء عدمت وانعدمت في مجتمعنا، هذه الفئة التي كان بعض منها يتوق لزيارة بيت الله الحرام ومسجد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وجدوا فيما فعله لهم رياض الجهوري سبيلاً ليتداركوا ما فاتهم وما كانوا يحلمون به ..

كما أن اهتمامه خلال الفترة الماضية بالتعليم هو أيقونة ما يمكن أن ننصف به جهد رياض الجهوري فلقد شهدت فترته اهتماماً واضحاً بالتعليم لأنه هو السبيل الصحيح لإصلاح المجتمع وبناء جيل يعي ماهية الحقوق والواجبات، هذه البذرة التي وضعها تستحق ليس فقط الإشارة إليها بل مواصلة دعمها والبناء عليها فهذه هي التي يمكن أن تنتشل حال البلاد والعباد مما أصاب الناس من حالة لا يمكن أن تتماشى مع هذا العصر بعد أن تخلف التعليم ..

أن ما قدمه رياض الجهوري قد يحتمل قصوراً في ظل غياب ما يجب أن يمتلكه من أدوات تستطيع أن تحقق نجاحات أكبر غير أن ما هو مهم وجدير أنه بمقدار ما توافر من الإمكانيات أوفى رياض الجهوري ما وعد وعاهد الله تعالى، كم نحن نحتاج إلى رجال يقدمون لمجتمعاتهم ما تستحق تلك المجتمعات من إخلاص ضمائر وأقوال وأفعال ..