مرضى الحديدة بين جشع المستشفيات الخاصة و عجز الحكومة !!

‏  8 دقائق للقراءة        1448    كلمة

 

8ed73454-e6b0-4955-8c58-afe7a61ad8ac

مرضى الحديدة بين جشع المستشفيات الخاصة و عجز الحكومة !!

الحديدة نيوز / تحقيق / عبده مخاوي

عندما يصاب شخص بمرض ماء ويشار عليه بالذهاب إلى المستشفى يغمى عليه فيفضل البقاء على فراش المرض في المنزل ويقول أن ذلك خير له من أن يذهب إلى المستشفى فيعود مديونا كسيحا أو مشلولا بعد أن كان يعاني فقط من حمى عارضة.
ليس البلاء والمرض الذي يجنيه المحموم من زيارته المستشفى فحسب بل يصاب أيضا بداء الدين وفراغ الجيب خاصة في المستشفيات الخاصة, وهذا هو موضوعنا اليوم الذي سنحاول من خلال هذه الوقفة استعراض جزء بسيط من هموم المرضي الزائرين للمستشفيات سواء خرجوا أحياء أو أموات.
أذاعة الحديدة تناولت جانباً من حكايات الطب الخاص، التي أصبحت مقابر مفروشة تنهش جيوب البشر ولا تهتم بمايعانيية المرضي والمواطنيين بمحافظة الحديدة بسبب العدوان والحصار علي اليمن وكثرة الاصابات بسبب القصف والامراض المنتشرة وقلة الدخل والنزوح .

*فحوصات ومحاليل للكسب

يعمل بعض الأطباء في المستشفيات الخاصة على تقرير أدوية بكميات كثيرة خاصة لمن هم في غرفة العمليات أو في الرقود رغم عدم الحاجة لها ويفرضون على قليلي الوعي شراءها من صيدليات المستشفيات نفسها ، لأن الأطباء يتحصلون على نسبة من كل ذلك ، وهذا ما يؤكده غالبية المواطنين وما تؤكده شكاويهم.

يقول المواطن محمد شوعي ان الطب هو عمل انساني قبل ما يكون تجاري او يسعي للربح لكن نجد بعض المستشفيات الخاصة تتاجر بارواح الناس ومن امثالنا نحن الفقراء لا نستطيع العلاج او الذهاب اليها بسبب ارتفاع تكلفة الفحوصات والتحاليل التي يفرضها عليك الطبيب المعايين التي تكون في بعض الاحيان لايوجد لها مبرر لاستنزاف جيوب المرضي واضاف شوعي حتي العلاجات في صيدليات الخاصه اسعارها مضاعفها عن الصيدليات الخارجية .

*العربون مقدما والفاتورة مستمرة حتى خروج الجثة

تعمل المستشفيات الخاصة على عدم قبول أي حالة مرضية إلاّ بمبلغ العربون مقدما
هذا ما اكده المواطن احمد الريمي حيث قال ان المستشفيات الخاصة في محافظة الحديدة لا تقبل بأجراء عملية لمريض مهما كانت حالته خطرة تستدعي التدخل السريع لانقاذ حياته الا بعد دفع عربون مقدم او رهن ذهب يغطي قيمة العملية وفي مثل هذه الضروف من عدوان وحصار وانعدام مصادر الدخل صعبا جدا علي الشريحة العظمي من سكان المحافظة بتوفير طلبهم وقد يتوفي المريض علي بوابة المستشفي دون رحمة او شفقه .

المواطن محمد سعيد ـ الذي أسعف زوجته للولادة إلى مستشفى خاص بمحافظة الحديدة بعد أن أكدوا له نجاح العملية برغم أن هناك أطباء آخرين من مستشفى الثورة العام وغيره أكدوا لمحمد أن نجاح العملية غير ممكن، المهم أسعف روجته الي المستشفى الخاص وهناك أجريت لها العملية ومات الطفل وظل لثلاث أيام، وهم يوهمون الأب بأن طفله هو واحد من بضع أطفال موضوعين في حاضنة زجاجية وبعناية خاصة بعد أن خسر حوالي سبعمائة ألف ريال، لتأتي أم الطفل أخيراً لتفقد ابنها وبعد محاولات عديدة لإقناعها ـ اضطروا أخيراً مواجهتها بالحقيقة بأنه توفي ولولا مقدرة زوجها على دفع كل التكاليف لكان الطفل الضحية وجثمانه رهن الاعتقال حتى يسدد ما عليه من تكاليف للمستشفى بعد خسرانه الطفل الأول على يد أطباء أوهموه بأنهم قادرون على كل شيء، وظلت فاتورة الحساب مستمرة منذ إجراء العملية وموت الطفل لم يوقف فاتورتهم حتى خروج جثمان الطفل إلى المقبرة.

* رد المستشفيات الخاصة

يقول المدير (ع.ي) احد مدراء المستشفيات الخاصة بالحديدة ان القطاع الخاص ليس المسئول عن المواطن لانه استثمار مرتبط بالربح والخسارة بعكس المستشفيات الحكومية التي تتكفل الدوله بتكاليف تشغيلها ودفع اجور موظفيها من اجل خدمة المواطن ولكن المستشفيات الخاصة تقع علي عاتقها مسئولية انسانية تجاه المجمتع في توفير خدمة صحية افضل تغني المواطن عن السفر خارج اليمن لطلب العلاج.
واضاف اننا في المستشفى نتكبد خسائر كبيرة خاصة في الاوضاع الراهنة التي تشهدها بلادنا بسبب العدوان منها توفير الكهرباء حيث ندفع شهريا ما يعادل 12 مليون ريال قيمة ديزل بسبب انقطاع الكهرباء
ونفي المدير (ع.ي) الاتهام بأحتجاز المرضي داخل المستشفي وقال هناك الية متبعه في المستشفيات الخاصة سواءا في محافظة الحديدة وباقي المحافظة وهي تقديم المريض او اسرته رهونات تغطي قيمة المديونية علي المريض وهذا من حقهم لضمان التسديد.
واختتم حديثه بالقول ان المستشفيات الخاصة تقدم خدمات لمن يستطيع دفع ثمنها ومن لا يستطيع فالمستشفيات الحكومية هي المسئوله عنه وعليها ان تتحمل تلك المسؤلية .

*انعدام الثقه في المستشفيات الحكومية

تنتشر المرافق الصحية التابعه للدولة في كل مديرية من مديريات المحافظة ولكن بسبب العدوان والحصار الجائر وكذا انعدام الثقة بين المواطنيين وتلك المستشفيات ساعد ذلك على استشراء فساد المستشفيات الخاصة وانتشارها بكثرة ومالجؤ المرضى اليها الا عدم ثقة في المستشفى الحكومي رغم ان هنالك الكثير من الجهود التي تبذل من قبل المسئولين عن هذه المستشفيات للإرتقاء بمستوى الكادر الطبي والخدمات الصحية الى افضل المستويات والمؤكد ان الهيئة العامة لمستشفى الثورة العام نموذج مشرف للمشفى الحكومي اذ ان خدماته الطبية فاقت مستوى المشافي الخاصة كفائة وقدرة
ويشهد مستشفي الثوره العام اقبال كبير بسبب انتشار الامراض واغلاق معظم المرافق الحكومية او افتقارها القدرة علي تقديم الخدمات الصحية اللازمة للمواطنيين وكدا تدني الدخل وجشع المستشفيات الخاصة
النازح عبدالله ابراهيم وهو احد النازحين من مدينة الحرض بسبب المعارك الدائرة هناك والقصف المستمر يقول انه اسعف ابنته التي تعاني من حمي الضنك وسوء تغدية الحاد الي مستشفي الثورة العام وهناك وجدت الاهتمام بها وانقاذ حياتها واضاف عبدالله ضروفنا صعبه ولا نملك قوت يومنا ولكن وجدنا هناك من مازال يملك في قلبه رحمه وشفقه
ويبلغ عدد النازحين إلى محافظة الحديدة من المحافظات الأخرى جراء العدوان 22 ألف أسرة .بحسب افادة مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بالمحافظة جابر حسن .
مضيفا أن النازحين موزعين على 25 مديرية من مديريات المحافظة في مقدمتها مديرية الزهرة تليها اللحية والزيدية ثم القناوص وحيس.
النازح محمد سليمان وهو احد النازحين من مدينة ميدي التابعه لمحافظة حجة يقول ان الكثير من النازحين من القري الحدودية هروبا من الموت الي الحديدة يرتادون مستشفي الثوره ولا يستطيعون الذهاب الي المستشفيات الخاصه التي تقفل ابوابها في وجوه الفقراء والمساكين .

*اقبال كبير علي هيئة مستشفي الثورة العام بالحديدة
المواطن محمد نصر يقول انه اجرى عملية استئصال البروتستات في احدى المستشفيات الخاصة وخسر اكثر من 700 الف ولم يعد قادرا ان يدفع المزيد واراد ان ينتقل الي مستشفي الثوره العام بأعتباره المستشفي الحكومي الوحيد الذي مازال يقدم خدامته ولكن فوجئ بالرفض من الثورة لعدوم وجود سرير فارغ بسبب الازدحام الكبير.
من جهته قال رئيس هيئة المستشفي الثوه العام بالحديدة الدكتور خالد سهيل ان مستشفي الثورة تواجه تحديا كبيرا من خلال ازدياد عدد المرتادين للمستشفي بسبب الحرب والعدوان علي اليمن
حيث بلغ عدد المترددين على الهيئة العام الماضي 2015 م 286 ألف و330 من الذكور والإناث بزيادة عن العام قبل الماضي 137 ألف و427 حالة مرضية.

واضاف سهيل أن الزيادة في عدد المترددين على الهيئة يعود إلى حالات النزوح للمحافظة من المحافظات المجاورة جراء العدوان على اليمن، واستشعارا منا لحجم المسؤلية اضطرينا الى مضاعفة الجهود وتشغيل الهيئة بكامل طاقتها على فترتي دوام رسمي إضافة إلى تشغيل أقسام الطوارئ طوال 24 ساعة يوميا.
وأشار إلى أن الهيئة تواجه صعوبات نتيجة تزايد المترددين من المحافظات الأخرى في ظل شحة الإعتمادات المالية .

* دور مكتب الصحة بالمحافظة

يتسائل الكثير من المواطنيين في المحافظة عن دور مكتب الصحة في معاقبة مستشفى يخصص غرفة لحبس أسرة لمدة أشهر حتى يسددوا ما عليهم من مبالغ ؟!.. وآخر يترك شاباً ينزف حتى الموت بحجة أن المبلغ الذي وضع في الصندوق غير كاف لبدء إسعاف ولدهم؟!
مدير مكتب القطاع الخاص بمكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة الحديدة الاخ محمد شارة يقول ان التصاريح للمستشفيات الخاصة تاتي من الوزارة بصنعاء ويقتصر دور مكتب الصحة بالحديدة بالتجديد واصدار التصاريح للاطباء الاجانب والمتابعة والاشراف علي المستشفيات الخاصة في الجوانب الفنية فقط وكذا التحقيق في الاخطاء الطبية واتخاذ الاجراءات القانونية لصالح المريض اذا اتضح ان هناك خطا طبي وتعويضه التعويض المناسب له اما بخصوص الجانب المالي بين المريض والقطاع الخاص فهذا شأن لا نستيطع ان نتدخل به لان المستشفيات الخاصة تبين للمريض قيمة الخدمة المطلوبه اولا وبموافقته تقدم له ولا نستطيع نحن في مكتب الصحة ان نضغط عليهم بخصوص اصحاب الدخل المحدود الا من الناحية الانسانية فقط.
واضاف شارة هناك محاضر تم التوقيع عليها بين مكتب الصحة العامة والقطاع الخاص بخصوص العدوان علي بلادنا وسقوط شهداء وجرحي من الابرياء بسبب القصف اليومي حيث التزم القطاع الخاص بتسخير كافة امكانياته من اجل اسعاف الجرحي بدون مقابل واخرها اسعاف جرحي مجزرة مستبأ بمحافظة حجة حيث كان سرعت استجابتهم للنداء سبب من الاسباب في انقاذ حياتهم.

عن gamdan

شاهد أيضاً

من ينقذ الموهبة حسان ريان !!

‏‏  2 دقائق للقراءة        214    كلمة الحديدة نيوز / كتب / منصور الدبعي  هذا حسان ريان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *