حجة : مسلسل الثأر ينهي أحلام الطفولة

‏  3 دقائق للقراءة        409    كلمة

طفل22

الحديدة نيوز-  خاص – عبدالسلام الأعور

(س.م) طفل في ربيعه الثاني عشر في الصف الخامس أساسي وتوقف عن مواصلة التعليم منذ عامين فهو أحد ضحايا الثأر وتداعياته المدمرة على الفرد والمجتمع ، هاجر مع جده وأمه وإخوانه من قريته التي ترعرع بين جنباتها وعاش فيها منذ ولادته متنقلا بين البيت والمدرسة ومزارع القات لمساعدة والده وجده ، هاجر بسبب قضايا الثأر هناك والتي أودت بحياة الكثيرين إلى مدينة حجة مركز المحافظة هربا من الموت المحيط بهم من كل جانب والخوف المسيطر عليهم من كل جهه.

هاجر بعد أن أودع والدة السجن على خلفية اتهامه بقضية قتل وخوفا من تشتت الأسرة وضياعها في دهاليز الثأر وبرك الدم التي لاتنتهي في تلك المنطقة ( مديرية كشر – محافظة حجة ) والتي تغرق في مستنقع الثأر وقضاياه المستفحلة بين القبائل هناك والتي كانت وماتزال تؤرق المجتمع في محافظة حجة رغم الجهود القليلة والغير كافية المبذولة سواء من الجانب الرسمي أو المدني أو المبادرات الخاصة للشباب والناشطين لإحتواء هذه الظاهره السلبية والحد منها.

أسرة كاملة تغادر موطنها بحثا عن الأمن والإستقرار الذي فقدوه بسبب توحش الإنسان في وجه أخيه الإنسان ، هذا التوحش الذي حرم (س.م) وبقية إخوانه من إكمال تعليمهم وترك أسباب معيشتهم ليصبحوا مشردين عن الأرض والأهل يسكنون بيوت الإيجار ويكافحون من أجل حياة آمنه مستقرة يعانون شظف العيش ويكابدون ويلات الإغتراب بعد أن كانوا في بحبوحة من العيش في بلادهم وبين مزارع القات الخاصة بهم والتي كانوا يعتمدون عليها في معيشتهم وحياتهم ذات يوم.

غربة إجبارية كانت نتاج واقع مشحون بالعداء وممتلئ بالدماء يضج بأصوات الرصاص ورائحة البارود التي تزكم الأنوف وتتوعد الحياة بمزيد من البؤس والشقاء والسوداوية التي طغت على كل شئ جميل وأحالت الحياة إلى كابوس مرعب عنوانة الثأر وأبطالة بني البشر في تلك البقعة من العالم.

كل مايتمناه ويرجوه (س.م) أن يتمكن من مواصلة تعليمة ومساعدة أسرتة على تجاوز أوضاعها الراهنه التي تفوق قدرته ووالتي هي أكبر من سنوات عمره الغض الذي لايحتمل كل هذا الشقاء ويحلم بالعودة إلى أحضان قريتة البعيدة عنه مسافةً والقريبة منه إحساساً وشعوراً ودفئاً وحياة كيف لا وفيها أصدقاء اللعب وزملاء الدراسة وكل الأهل والأحبة يحلم (س.م) بالعودة ذات يوم برفقة والده القابع خلف القضبان  وقد تجاوزت قريتة تلك الظاهرة التي أقضت المضاجع وسرقت الأحلام وهيجت الأحقاد ولطخت صفحة الطفولة البريئة بالدماء ورائحة البارود لتعود لهم الحياة وسط الجداول والمزارع ويعود للأسرة إلتئامها وللروح حياته وللقلب بهجتة وللناس المحبة وللدنيا السلام.

عن arafat

شاهد أيضاً

“قصة مروى : خداع بائع الطعمية ومأساة الحب الخاطئ”

‏‏  3 دقائق للقراءة        534    كلمة الحديدة نيوز / عهود بشير  تقدمت الشابة مروى، البالغة من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *